جامعة الكتاب

الخطة الاستراتيجية

بسم الله الرحمن الرحيم
{لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} (المائدة: 48)
صدق الله العظيم

مع أهمية ومركزية التخطيط الاستراتيجي لأي مؤسسة بغض النظر عن تخصصها أو حجمها، فقد سلكت جامعة الكتاب – شابة في عمرها، راسخة في تأسيس موقعها بين الجامعات العراقية والعربية والدولية – طريق التخطيط الاستراتيجي مبكرًا، باتباع خطط مرحلية ومتوسطة وطويلة الأجل لضمان التوسع والتطور أفقيًا وعموديًا. ليعكس النمو المطرد الذي حققته هذه الجامعة خلال سنوات قليلة من تأسيسها الأول عام 2012، حيث انبثقت ككلية جامعية بثلاثة أقسام علمية فقط، حتى وصلت اليوم إلى أن أصبحت هذه الكلية الصغيرة جامعة تضم 9 كليات وبها 24 قسمًا علميًا، يدرس فيها أكثر من 12 ألف طالب يتلقون تعليمهم على يد أكثر من 500 مدرّس، ويدير شؤونها المختلفة أكثر من 250 موظفًا.

وقد رافق هذا النمو توسع في المباني والمرافق والمختبرات والقاعات والمستشفى التعليمي والصالات الرياضية وغيرها من مستلزمات ومرافق الجامعة التي تمتد على مساحة تزيد عن 100 دونم، بالتزامن مع تطوير العديد من المراكز العلمية والاستشارية المتخصصة، مثل مراكز البحوث العلمية والتعليم المستمر والتعليم الإلكتروني وغيرها، والتي خضعت جميعها لتخطيط مسبق ودراسة علمية راعت احتياجات الجامعة ومتطلبات العملية التعليمية الحديثة، وكذلك مدى توافق مخرجات الجامعة مع متطلبات سوق العمل واحتياجات الدولة والمجتمع، وخضعت لتحليل سوات (SWAT) لتحديد نقاط الضعف بدقة وعلمية في كل جانب من جوانب الجامعة.

كما ساعد التخطيط المسبق جامعة الكتاب في تخطي بعض المطبات والمشاكل الجديدة وغير المتوقعة، مثل التحديات التي واجهت التعليم الجامعي في العراق والعالم، تحت وطأة إجراءات التباعد والحظر التي فرضها تفشي وباء كوفيد-19، مما دفع الجامعة إلى ابتكار آليات جديدة لمواجهة الواقع الجديد، مع مراعاة تنفيذ توجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في مجال التعليم المدمج، لضمان نجاح العملية التعليمية واستمرارها رغم الظروف والعقبات التي فرضتها الجائحة.

بعد كل هذا، سيظل التخطيط الاستراتيجي رهانًا واختيارًا ومطلبًا لا غنى عنه في جامعة الكتاب، مثل كل مؤسسة ناجحة حديثة، ونؤمن بأنه سيكون الطريق الأمثل لتحقيق أهدافنا في جعل جامعة الكتاب منارة من منارات التعليم الجامعي في العراق والمنطقة والعالم.

والله ولي التوفيق.