في مثال ملهم للدبلوماسية الأكاديمية والتعاون العلمي العالمي، شاركت جامعة الكتاب في أحد أبرز تجمعات العلماء الشباب لهذا العام: فعالية آسيا التابعة للأكاديمية العالمية للشباب لعام 2024 – المائدة المستديرة العالمية π، والتي أُقيمت من 28 إلى 30 نوفمبر 2024 في ونتشو، الصين. جمع هذا الحدث الدولي نخبة من الباحثين والعلماء الشباب، وقادة المؤسسات، وصناع السياسات، تحت الشعار المحوري: “نحو مستقبل مستدام: تأملات وممارسات رئيسية للعلماء الشباب.”
نُظمت الفعالية في أعقاب قمة الأمم المتحدة من أجل المستقبل، وبُنيت على “عهد المستقبل” الذي أطلقته الأمم المتحدة، لتعزيز التعاون العالمي من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030. وتناولت محاور الحدث موضوعات متعددة تشمل التنوع البيولوجي، المدن القادرة على التكيف، موارد التنمية المستدامة، والتواصل العلمي مع الجمهور، مما جعله منصة نابضة لتبادل الأفكار التحولية وتعزيز التعاون العابر للتخصصات والحدود. من بين العلماء المساهمين، كانت الدكتورة ريم أبو عاصي (مسؤولة الحاضنة التكنولوجية لريادة الاعمال والبيئة في جامعة الكتاب)، والتي دُعيت للتحدث في الجلسة الرابعة: ” العلوم الأساسية والتواصل العلمي مع الجمهور .” وجاءت مشاركتها بعنوان: ” دور التعليم والمواطنة العلمية في إصلاح المجتمعات: تجرأ أن تسأل وتفعل”، حيث تناولت العلاقة بين التعليم، والهوية المدنية، وإعادة بناء المجتمعات. واستندت في طرحها إلى تجاربها الشخصية ورؤاها المهنية لتُبرز أهمية تمكين المواطنين عبر الثقافة العلمية، لا سيما في المجتمعات التي تمر بمرحلة ما بعد الصراع أو تعاني من اضطرابات هيكلية.
وقد أدارت الجلسة باقتدار الأستاذة سري فاطماواتي، وهي أكاديمية مرموقة من معهد تكنولوجي سوبولو نوبمبر في إندونيسيا وعضو تنفيذي في الأكاديمية العالمية للشباب. وشارك في الجلسة متحدثون من جنوب إفريقيا، الهند، مصر، وغيرها، حيث قدّم كل منهم رؤيته حول تقاطع التواصل العلمي مع التحديات البيئية، والثقافية، والاجتماعية في بلدانهم.
وقد استُضيفت المائدة المستديرة العالمية π بشكل مشترك من قبل الأكاديمية العالمية للشباب، والمركز الدولي لبيانات الضخمة لأهداف التنمية المستدامة (CBAS)، ورابطة الصين للتعاون الدولي في مجال العلوم والتكنولوجيا، بدعم مؤسسي من جامعات عالمية مثل: جامعة صنواي، وجامعة كونستركتر، وجامعة بولونيا، والاتحاد الأوروبي لعلماء الجيولوجيا، وغيرهم.
كما شهد الحدث إطلاق مراكز علمية استراتيجية دولية، إلى جانب كلمات رئيسية وحوارات متعددة القطاعات تربط بين البحث العلمي والابتكار في السياسات.
وتضمن البرنامج كذلك أنشطة ثقافية وجولات ميدانية بعد الفعالية، شملت متحف تشينغكه للتاريخ الطبيعي، وموقع تعدين الألوم الذي يعود تاريخه إلى 600 عام، مما أبرز العلاقة التاريخية بين التقدم العلمي والحفاظ على التراث. إن مشاركة جامعة الكتاب في هذا الحدث تُجسّد التزامها الأوسع بدعم التبادل العلمي وتعزيز مفاهيم الاستدامة في التعليم العالي. وفي ظل تطور المشهد الأكاديمي العالمي، تمثل مثل هذه المشاركات فرصًا ثمينة ليس فقط لإبراز العلماء العراقيين، بل أيضًا لفتح قنوات حقيقية للحوار والتنمية. وتؤكد هذه المشاركة في المائدة المستديرة العالمية π مكانة جامعة الكتاب كمؤسسة تؤمن بالمواطنة العالمية، وتبادل المعرفة بين الأجيال، ودور التعليم في بناء مجتمعات مرنة ومتفائلة بالمستقبل.
